العتبة العباسية: مرجعية اليعقوبي ثاني مرجعية تقليد بعد السيستاني.. ومراقبون يصفونها بأشرس المرجعيات مناهضة للشذوذ.

استنكر المرجع الشيعي الشيخ محمد اليعقوبي يوم أمس الخميس، الانتهاكات الدينية والأخلاقية والوطنية التي حصلت في “عيد الاستقلال” وحذّر من الخطط والمكائد المُغلّفة التي يحوكها أعداء الإسلام، وبحسب بيان صادر من المكتب الخاص، تلقى “موقع الثانية” نسخة منه، دعا المرجع الشيعي الى نهضة مقاومة لحركتهم.

وأشار اليعقوبي الى ان: “حروب الأعداء لا تقتصر على الممارسات العسكرية، وارسال الجيوش وآلات القتال، وانما يشنون حروبا أخطر واخفى واعقد ومنها الحرب الناعمة بأشكالها العديدة”.
وفي سياق متصل شدد اليعقوبي على ضرورة الحذر من الخطط المُغلفة للأعداء بعناوين مغرية كالحرية والتقدم والديمقراطية وحقوق الانسان وتمكين المرأة ورعاية الطفل ومكافحة العنف الاسري.

ودعا اليعقوبي المؤمنين وخاصة أئمة المساجد وطلبة العلم الى “النهوض بحركة دؤوبة وتقاوم حركة الإسلام وتتغلب عليها لنصرة الإسلام وإنقاذ أهلهم من مخالب الشيطان”.

اليعقوبي ثاني مرجع تقليد

نشر المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية التابع للعتبة العباسية، بحثا بعنوان (سلسلة الاستشراق الحديث_ الوجهة كربلاء) أعده (فوتيني كريستيا، اليزابيث داكيسير، درين نوكس وترجمه نور علاء لدين ونشره المركز الإسلامي التابع للعتبة العباسية_2017)، وبحسب الكتاب: فان اليعقوبي هو ثاني اعلى مرجع تقليد بعدد المقلدين بعد السيستاني الذي يعتبر حاليا هو المرجع الأعلى للطائفة، ويتمتع اليعقوبي بشعبية عالية في العراق، خصوصا وانه التلميذ النجيب لأستاذه محمد محمد صادق الصدر الذي اغتيل على يد نظام صدام حسين برفقة نجليه، وبحسب التحقيقات الصحفية فان الصدر شهد لليعقوبي بالأفضلية على جميع طلابه وكتب له يوما: ” انت تعلم انني كنت ولازلت اعتبرك افضل طلابي واطيبهم قلبا واكثرهم انصافا للحق، بحيث لو دار الامر في يوم من الأيام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عدوتك، لكي تبقى المرجعية في ايدي منصفين وقاضين لحوائج الاخرين لا بأيدي أناس قساة وطالبين للدنيا”.

هجمات منظمة

تتعرض مرجعية اليعقوبي الى هجمات منظمة وبصورة مستمرة من أطراف عديدة، منها اطراف شيعية تستهدف مرجعية اليعقوبي لانهم يرون ان زعامة اليعقوبي الحركي كفيلة بسحب بساط المرجعية من الاخرين اما فئة قليلة من الشيعة بعضهم طعن في علميته والأخرون في اجتهاده، ولكن مؤلفات اليعقوبي ودروسه اثبتت انه مؤهل تماما للتصدي للمرجعية الشيعية الثورية المناهضة لكل الأفكار والممارسات التي تستهدف الإسلام والمسلمين.

لم يكن الشيعة وحدهم هم المعول الذي يحاول تحطيم مرجعية اليعقوبي، الهجوم غير الأخلاقي والتشنيع الذي تعرض له شخص اليعقوبي جاء من (العلمانيين والليبراليين) بالتحديد نتيجة تصدي اتباع اليعقوبي لكل الأفكار المنحرفة، وقد لا تخلوا منصة في السوشيل ميديا من وجود حسابات ساخرة تستهدف المرجع اليعقوبي واتباعه بصورة مستمرة وممنهجة.

مرجعية وسطية ثورية

لم يُعرف ان خط اليعقوبي تورط في الحرب الاهلية التي عصفت بالعراق بعد الاحتلال الأمريكي، وبحسب البيانات الصادرة من مكتب اليعقوبي التي اكدت دائمًا على تحريم دماء المسلمين السُنة، مواقف اليعقوبي يصفها مراقبون اكدوا لـ (موقع الثانية) انها ثورية ضد الأفكار الغربية المنحرفة والأفكار التكفيرية التي تهدد وحدة الامة الإسلامية وتهدف الى تمزيق نسيج المجتمع العراقي، الناشط (حسن العزاوي) قال: “لم نكن نعلم خطورة هذه الأفكار الهدّامة، لقد كنا في غيبوبة فكرية حتى سمعت بالصدفة محاضرة لليعقوبي فهمت من خلالها ان هذه الأفكار تسمم البدن والفكر وتجعلني بعيدًا عن الله)، الامر لم يختلف عن الناشط التونسي (ازهر) الذي قال: “تعاني الحركة الدعوية الإسلامية من تشوه يستهدف المفاهيم الإسلامية والذي نتج عنه تمييع لشخصية الفرد الإسلامي، لكن الثابتون والممانعون لهذه الموجة لم يتأثروا بهذه الحملات والخط الرسالي هو راس الحربة الان في العراق”.

جامع الرحمن

يتردد دائما اسم (جامع الرحمن) في حملات التسقيط التي تستهدف الخط اليعقوبي، ويعد جامع الرحمن الذي يقع في منطقة المنصور (احدى المناطق الراقية في العاصمة بغداد) مركز إقامة صلاة الجمعة لمقلدي اليعقوبي، الوثائق التي حصل عليها (موقع الثانية) ونعد الجمهور بنشرها في الأيام المقبلة، تثبت ان كل ما يُثار حوله هو مجرد ابتزاز اعلامي وسياسي هدفه السيطرة على قطعة الأرض الحيطة حوله بغية تحويلها الى مشاريع ترفيهية لا تُناسب مجاورة المسجد.

شيعة العراق وشيعة العالم

لم يكتف اليعقوبي بالدعوة والإرشاد وقضاء حوائج الناس داخل العراق فقط، هناك مكاتب تمثله في بلدان عربية واجنبية عديدة، وقفت مع الناس في ازمة كورونا وما تلاها بل وحتى ما قبلها، يؤمن الشيعة بان المرجع العامل القريب من الناس هو المرجع الاجدر بتقليده واتباعه، لذلك نرى هجمات مدفوعة الثمن تستهدف اليعقوبي بسبب عمله وعلمه، خوفًا منه اتارة وحسدًا تارة أخرى.